سورة سبأ - تفسير تفسير المنتخب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (سبأ)


        


{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)}
1- الثناء كله حق لله- وحده- الذي له ما في السموات وما في الأرض خلقا ومُلْكا وتدبيرا، وله- وحده- الثناء في الآخرة لملكه الشامل، وهو الحكيم الذي لا يخطئ، الخبير الذي لا يغيب عنه سر.
2- يعلم كل ما يدخل في أجزاء الأرض كالماء والكنوز والدفائن وأجزاء الموتى، وكل ما يخرج منها كالحيوان والنبات والمعادن ومياه الآبار والعيون، ويعلم ما ينزل من السماء كالملائكة والكتب التي يَتَلَقَّاها الأنبياء والمطر والصواعق، وما يصعد فيها ويرقى إليها كالملائكة وأعمال العباد والأرواح، وهو الكثير الرحمة العظيم المغفرة.
3- وقال الذين كفروا: لا تأتينا الساعة الموعودة للبعث والنشور. قل لهم- أيها الرسول-: ستأتيكم، وربى لتأتينكم عالم الغيب لا يغيب عن علمه قدر ذرة في السموات ولا في الأرض، ولا أصغر من الذرة ولا أكبر منها إلا مسطور في كتاب تام البيان.
4- ليثيب الله الذين آمنوا وعملوا الخير لأنفسهم وللناس، أولئك المؤمنون العاملون لهم من الله مغفرة تمحو ذنوبهم ورزق واسع لا مَنَّ فيه.


{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (5) وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7) أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (8) أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9)}
5- والذين أجهدوا أنفسهم في محاربة القرآن مغالبين أمر الله في نصر رسوله، أولئك لهم عذاب من أسوأ العذاب المؤلم.
6- ويعلم الذين مَنَّ الله عليهم بالعلم أن القرآن الذي أنزل إليك من ربك- بما فيه من عقائد وهداية- هو الحق الذي لا مرية فيه، وهو الذي يهدى إلى طريق الله الغالب على كل شيء، المستحق لكل ثناء.
7- وقال الكفار بعضهم لبعض- استهزاء بخبر البعث-: هل ندلكم على رجل يُحدثكم أنكم إذا متم وفُرِّقت أجسامكم كل تفريق أنكم لتبعثون في خلق جديد؟
8- أختلق هذا الرجل على الله كذباً فيما نسبه إليه من إحياء الموتى، أم به جنون فهو يتكلم بما لا يدرى؟ ليس الأمر كما زعموا، بل الحقيقة أن الذين لا يؤمنون بالآخرة واقعون في العذاب والضلال البعيد عن الحق.
9- أعموا فلم ينظروا إلى ما بين أيديهم وما وراءهم من السماء والأرض، ليعلموا قدرتنا على فعل ما نشاء؟! إن نشأ نخسف بهم الأرض خسفناها بهم، أو إن نشأ نُسقط عليهم قطعاً من السماء نسحقهم بها أسقطناها. إن فيما ذكرنا لدليلا لكل عبد راجع إلى ربه في كل أمره.


{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)}
10- والله: لقد أعطينا داود منا فضلا بإعطائه الحكمة والكتاب، وقلنا: يا جبال رددى معه التسبيح إذا سبَّح، وسخرنا له الطير ترجع تقديس الله، وصيرنا له الحديد ليِّنا يشكله كما يشاء.
11- أوحينا إليه أن اعمل دروعاً واسعة تحمى من بأس الأعداء، وأحكم نسْجها بتداخل حلقاتها، وقلنا له ولآله: اعملوا ما يعود عليكم وعلى غيركم بالخير والصلاح، إني بكل ما تعملون بصير لا يغيب عنى شيء منه.
12- وسخرنا لسليمان الريح، جريها في أول النهار يعدل السير العادى شهرا، وجريها في آخر النهار يعدل السير شهراً وأسلْنا له معدن النحاس يجرى غزيرا مستمرا، وسخرنا له من الجن من يعمل أمامه بتسخير ربه، ومن ينحرف من الجن عن أمرنا لهم بطاعة سليمان نُذقه من عذاب النار المستعرة.
13- يعملون له ما يريد من مساجد للعبادة، وصور مجسمة، وقصاع كبيرة كالأحواض، وأوان للطبخ ثابتات على قواعدها لعظمها، وقلنا لآل داود: اعملوا عملا تشكرون به الله شكراً، وقليل من عبادى من يذكر نعمى فيكثر شكرى.
14- فلما حكمنا على سليمان بالموت ما دل الجن على موته إلا دابة الأرض تأكل عصاه وهو متكئ عليها، فلما سقط علمت الجن أنهم لو كانوا يعلمون الغيب ما مكثوا في العذاب الشاق المهين لهم.

1 | 2 | 3 | 4